1
الكبير قوى |
كلماتى لا تزال ... انهض .. " قوم يا ابن الــ ... ! " ، وإذا به يصدم كفه الشديدة بمؤخرة رأسي رافعًا له من فوق الوسادة ... " هو انت علي طول نايم ! " .... قمتُ مضطرًا ـ دفعًا لتداعيات الموقف ـ وثم ذهبتُ لأؤدى له مطلبه الصباحي حتى أتقى سيل الكلمات التى ترتطم بزجاج روحى الشفاف تاركة ً عليه أسوأ بصمات تكفى لتعكير مزاجى ليس أقل من يومين !! " ايه ده ، الساعة لسه سبعه ونص " ماذا سوف يحدث لو بدأتُ من الثامنة مثلا ً ! .... إن عملي لا يستغرق وقتا طويلا ! ........... يا للعجب ، ... ولكن ، تلك شيمة الكبار ، ينامون مبكرًا ويستيقظون مبكرا ، ويعتقدون ـ وأنت تتأخر عنهم كثيرًا فى ركوب قطار النوم ـ أنك ولد ... " خم نوم ! " ولأننى قد قمت منزعجا بعض الشيء ، فقد وثبت علي عملى لأشفى فيه غيظى المتقد وأسرعت به وفعلا انتهيت منه سريعًا ..... وبقيت ْ رياضتى المفضلة ! .. أن آخذ أغنامى اللواتى لا يسكتن عن عزف تلك المقطوعة القاسية ـ والثابتة تقريبًا ـ كل صباح من أجل تلك النزهة المتعبة بالنسبة لى !!! ولكننى أحبها كثيرًا ، أخذت ُ عصاى لأهش بها علي غنمى ! وأضعها علي كتفى من باب " المنظرة" وانطلقتُ و أغنامى ويرن في أذني ذلك الإنشاد ـ القديم ـ الذى كان أخى الكبير ينشده لى ، وللأغنام طبعًا ، " الغنم تمشى وتقول ... فرطونى علي الجسور ... ولا توكلونى فــــــول ! " إننى أعشق رعى الغنم ! ، وقفتْ أغنامى حيث الكلأ والمرعى ، ووقفت ـ أنا ـ حيث الحد الفاصل ومن ورائى زرع عم حسين ومن أمامى المرعى ومن بعده الشارع ! وبدأت أنظر فى الذين يمشون علي رجلين ذاهبين وراجعين ويمر الولد المعهود ، ذو الصوت الممدود ، الذى يصرخ ويقول " فووووول " ، وأنا أبتسم وأهمس ... " سبب تأخير العقوووول " !! " ارجعى يا حراميه " كان ذلك زجرى لإحدى أغنامى وهى تتلصص علــّــها تستغفلنى وتهجم علي الزرع من خلفى ! ـ مع أنها لن تأكل كل الكلأ الزاهى من تحتها ـ لكن ، تتباين طباع الخلق فى كل شيء ! المهم أننى نجحت فى فضحها أمام قريناتها فيسخرن منها لتعود مسرعة ً إليهن وتنطح إحداهن بعنف !! " مدرسة صفا .. أوقف ثابت .. إذاعة .. " ............ شدنى ذلك الصوت الهادئ الذى ألقاه ميكروفون المدرسة الابتدائية المجاورة ، فانتبهت له . وبعد صمت يسير انبعث صوت صغير يقول ... " حمدًا لك يا رب الأرباب ، حمدًا لك يا من خلقتنا من تراب ، حمدًا لك يا مالك الملك .... حمدًا لك يا من أجريت الفلك .... " مـــا هذا ؟ ... تلك كلماتى ! لقد كنت كتبتها حينما كنت أقدّم الإذاعة المدرسية في تلك المدرسة منذ حوالي ......... " الغنم خرّبت الزرع ، حوش يا ولد ! " وتعالى صراخ (عم حسين) العجوز الذى هو صاحب البرسيم ، وجريت ـ أنا ـ إلي أغنامى التى تلتهم ذلك النبات الأعزل !! " حقك علي ّ يا عم حسين ... " " انت سرحان في ايه بس يا حبيبي .. ! " وقفتُ أظهـِر الأسى بسبب تلف جزء من برسيم عم حسين وأبطـِن السعادة لأن كلماتى ـ التى كتبتها وأنا صغير ـ مازالت مستخدمة حتى الآن فى أرشيف الإذاعة المدرسية ، وأتصنع التيقظ حتى لا تستغفلنى أغنامى مرة أخرى ، ( علي كده الساعة تمنية إلا ربع ، الله يرحم أيام زمان ... لما كنت أمسك المايك وأقول الكلام ده .. كنت صغير ، شوف عدت كام سنه !! ) " حوش الغنم يا واد ...... الله يخرب بيتك !!!!! " المصدر: منتديات الدولى - من قسم: منتدى القصص والروايات |
2
صبر ايوب |
من مواضيع صبر ايوب |
3
الفارس الابيض |
[align=center] كثير حلوة القصة تسلم الايادي يعطيك الف الف عافيه موضوع رااائع وجهود أروع ننتظر مزيدكم بشوووق |
4
قاطع الاه |
الف شكر لك ولهذا الابداااااع موضوع قيم ورااائع عواااافي ع الطرح ارتقب جديدك ودمت بكل التقدير .. مع تحياتي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |